إثبات سوء العشرة في قضايا فسخ عقد النكاح
إثبات سوء العشرة الزوجية يشار إليه في حالة عدم التوافق بين الزوجين في الحياة الزوجية. ويكون هذا الوضع بسبب العديد من العوامل المؤثرة في الزواج، مثل عدم التفاهم والتواصل الجيد، والصراع المستمر، وقلة الاحترام والثقة بين الزوجين. السب والشتم، الضرب، تعاطي المخدرات، الهجر.. مما يؤدي إلى تدهور العلاقة وزيادة والاحتقان.
ما معنى العشرة الزوجية
مصطلح المعاشرة الزوجية يشير إلى العلاقة العاطفية والروحية والجسدية بين الزوجين في إطار حياة مشتركة. والمعاشرة الحسنة وبالمعروف أحد أساسيات الزواج الناجح، حيث تسود الثقة والاحترام والتفاهم والتواصل الجيد، بالإضافة إلى المشاركة في القرارات وتحقيق الارتياح والسعادة المتبادلة. وفي حالة انعدام هذه العناصر الأساسية في العلاقة الزوجية، قد ينتج عنها سوء المعاشرة وتراجع الرغبة في العيش معًا.
وسائل إثبات سوء العشرة
تعد الأدلة المقبولة مهمة وحاسمة في قرارات القاضي. حيث تقوم بتوفير البراهين والأدلة التي تدعم حقيقة وجود سوء عشرة. وبشكل عام. تشمل الأدلة المقبولة في المحاكم مجموعة متنوعة من الأدلة المادية الورقية وشهادات الشهود الموثوقة.
لكن ما يتوجب الاشارة إليه أنه لا يمكن حصر معيار تقدير سوء المعاشرة حيث أنه يختلف من حالة إلى أخرى بإختلاف البيئة والثقافة والوسط المعيشي والاجتماعي. ولو أن كل ضرر معتبر شرعا. لذلك لا يمكن حصر سوء المعاملة الزوجية فقط في الايذاء المادي أو المعنوي، أو في درجة الايذاء بين الشدة أو الخفة أو من حيث وقوعه مرة واحدة أو بشكل متكرر، إنما عن طريق السلطة التقديرية للقاضي فهو الذي يعين ويقدر الوقائع المعروضة عليه هل هي تكون سوء المعاشرة أم لا، بالاستناد إلى ما جرى عليه العرف والشرع والعمل القضائي.
ماهي أسانيد طلبات فسخ النكاح
يمكن أن تتضمن الأدلة المادية العناصر مثل الرسائل النصية، والبريد الإلكتروني، وتسجيلات المكالمات الهاتفية، والصور، والفيديوهات. ومحادثات الوتساب أو الفايسبووك..وبالإضافة إلى الأدلة المادية، تلعب البينة والوثائق الرسمية أيضًا دورًا هامًا في إثبات الضرر الناجم عن سوء العشرة. يمكن أن تشمل تقارير الخبرة الطبية عند التعرض للأدى الجسدي كالضرب والرفس أو تقرير الطبيب النفسي بسبب حالة الاكتئاب التي وصلت إليها الزوجة نتيجة الضرر النفسي، إضافة إلى الشهادات الصادرة عن مؤسسات رسمية، مثل المحاكم أو الشرطة.
يمكنك الرجوع الى مقالة سابقة لمعرفة نوعية الادلة التي يمكن تقديمها للمحكمة. سبق وأن تناولنا فيها هذا الموضوع.
وجدير بالذكر أن جمع الادلة والوثائق الرسمية يتطلب التعامل معها بحذر واحترافية لضمان قبولها كأدلة في المحكمة. إذا تم جمع الأدلة المقبولة وتقديمها بشكل صحيح وقوي، فإن فرص إثبات سوء العشرة والحصول على حكم يحمي حقوق الزوجة طالبة الفسخ قد تزداد بشكل كبير.
أسباب استحالة العشرة بين الزوجين -العلامات الأولى-
من أهم المشاكل التي يمكن أن تدل على عدم استقرار العلاقة :
- تدهور الاتصال وقلة الحوار بين الزوجين.
- زيادة التوتر والصراعات المستمرة دون حلول.
- انخفاض المشاركة المشتركة في الحياة الزوجية والقرارات الهامة.
- عدم الاهتمام بمشاعر واحتياجات الشريك وعدم الوفاء بالتزامات العلاقة.
- فقدان الثقة والاحترام المتبادل المفترض بين الأزواج.
عندما نتحدث عن استحالة العشرة بين الزوجين فإن هذا دليل على أن النزاع والتوتر وعدم التوافق في العلاقة وصل إلى حالة لا يمكن التغلب عليه أو إصلاحه. ومن أهم الأسباب:
- عدم التواصل وعدم القدرة على فهم احتياجات الشريك وتلبيتها.
- انخفاض الثقة والاحترام بين الزوجين.
- نقص المشاركة المشتركة وعدم الالتزام بالوعود المتفق عليها.
- توترات ومشاكل عائلية أو مالية تؤثر سلبًا على العلاقة.
- اختلافات كبيرة في القيم والمبادئ والأهداف الحياتية بين الزوجين.
- الضرب .
- السب والشتم .
- تعاطي المخدرات.
الاطار القانوني والنظامي لفسخ عقد النكاح بسبب سوء العشرة
تعد المادة 108 من نظام الأحوال الشخصية السعودي المرجع النظامي الرئيسي لفسخ النكاح لسوء العشرة. حيث تنص هذه المادة على أنه “تفسخ المحكمة عقد الزواج بناء على طلب الزوجة لإضرار الزوج بها ضرراً يتعذر معه دوام المعاملة بالمعروف، إذا ثبت وقوع الضرر”.
والمقصود بسوء عشرة في النظام هو الذي يستحيل معه دوام الحياة الزوجية بالمعروف، بمعنى المواقف العارضة والكلمات النابية التي تخرج أحيانا بين الزوجين والتي تكون بشكل مستمر، أضافة إلى ذلك وجب على الزوجة أن تثبت للمحكمة حالة سوء عشرة التي بسببها تتوجه إليها بطلب الفسخ.، وفي حالة عدم استطاعتها إقامة الدليل على الواقعة، فإن المحكمة تعالج هذه القضية بإحالة الزوجين إلى التحكيم ، بحكم من أهلها وحكم من أهله أو في حالة الاستحالة تعينهما المحكمة من أجل رفع تقرير عن هذه القضية إلى القاضي داخل أجل 60 يوم. والقاضي يحكم بناءا على هذا التقرير.
شروط وإجراءات إثبات سوء العشرة في القضاء
لإثبات حالات سوء المعاملة الزوجية في القضاء، هناك شروط قانونية يجب توفرها وإجراءات قضائية يجب اتباعها. تهدف هذه الشروط والإجراءات إلى تأمين سير القضية بشكل عادل وفقًا للقانون والنظام.
من بين الشروط القانونية قامة الدليل سوء المعاملة هي تقديم الأدلة المقبولة في المحاكم. يعتبر تقديم الأدلة الملموسة والموثوقة جزءًا أساسيًا في هذه العملية. على سبيل المثال، يمكن أن تشمل الأدلة المقبولة تسجيلات الاتصال، والشهود، والوثائق الرسمية، والتقارير الطبية والنفسية من الخبراء.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الإثبات اتباع إجراءات قضائية محددة. من بين هذه الإجراءات القضائية هي تقديم طلب الفسخ رسميا إلى المحكمة . يتضمن الطلب تقديم الأدلة والشهود اللازمة لدعم حالة سوء العشرة.
للتعرف على المزيد من التفاصيل حول دعوى الفسخ وإجراءاتها أمام القضاء، يمكنك الاطلاع على مقالاتنا السابقة صحيفة دعوى فسخ النكاح التيي توضح بشكل مبسط شروط واجراءات هذه الدعوى.
حالة عدم القدرة على إثبات سوء العشرة
قضايا سوء العشرة من القضايا الحقوقية الخاصة والاستثنائية فهي ناشئة عن العلاقة الزوجية والتي هي رباط شرعي مقدس، حيث أن باقي القضايا إذا لم يكن هناك دليل أو بينة على الادعاء أو بينة غير كافية فإن القضاة والمحاكم تلجأ إلى اليمين سواء من المدعي أو المدعى عليه، لكن في هذه الحالة المحاكم تتبع اجراءات أخرى، حيث أنه في حالة عدم تمكن الزوجة مت تأكيد البينة وإثبات إدعائها تحيلهم المحكمة على التحكيم تبعا لقوله عزوجل:”فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا” (سورة النساء 35).
ويكون التحكيم بأن ترشح المرأة حكما من طرفها والزوج حكما من جهته، فإذا لم يكن المحكمان أو استحالة ذلك من طرف الزوجان، فإن المحكمة تنتدب محكمين من جهتها لينظرو ويسمعو من المتخاصمين في هذه القضية الزوجية، فيخرجون لتقرير يرفع إلى القاضي الذي يتضمن اقترحاتهما واستنتاجتهما حول العلاقة الزوجية وبين الطرفين.